الملونات للاطفال

فيما الجهات المعنية تتفرج
بلا معاييرأوحدود
الملونات تجتاح أغذية الأطفال .. تغتال طفولتهم و تنتهك سلامتهم


الاسرة والتنمية- قسم التحقيقات

باتت الملونات والمضافات واستخداماتها الغذائية تشكل خطورة على حياة الناس وبالذات الأطفال الصغار.. فقد أثبتت البحوث العلمية أضرارها على الصحة العامة، ناهيك عن كونها مسببة للعديد من الأمراض التي من أهمها التسرطن، وتشوهات الأجنة، والغدة الدرقية، وغير ذلك من الأمراض التي تؤذي جسم الإنسان.

وأوصت العديد من الدراسات التي أجراها متخصصون أكاديميون بضرورة منع استعمال الملونات الكيميائية لأغذية الأطفال دون معايير، لأن الأطفال هم الأكثر عرضة لهذه الاستخدامات.. وعندما نشير إلى الملونات الغذائية لا نشير إليها من فراغ كونها تملأ أسواقنا المحلية دونما رقيب، في العديد من المنتجات الغذائية، وهناك اتجاهات باتت شبه مؤكدة في العالم المتقدم والمتطور نحو منع الأطفال من استهلاكها لأنهم يختلفون تماماً عن الكبار في مرحلة النمو والتمثيل الغذائي، لذلك نجد من الضروري جداً أن نبعدهم عن أي شيء فيه ضرر على صحتهم.. وعملية الإبعاد يجب أن تجسد من خلال الرقابة الشديدة من قبل الجهات المختصة بمتابعة المصانع الصغيرة والمعامل المنتجة لأغذية الأطفال والتي يعمل الكثير منها دونما ترخيص وأحياناً في دكاكين وبدرومات.

- م/ مصطفى عبدالحاج: عدم وجود مختبرات وأجهزة فحص جعلنا لا نستطيع ضبط المخالفين.

- د/أمين محمد - استشاري أمراض الطفولة -: الألوان المضافة للحلويات وسكاكر الأطفال تهدد حياتهم الصحية.

- دراسة علمية تؤكد تأثير الملونات الغذائية سلباً على صحة الأطفال النفسية والعقلية.

الألوان المضافة تفقد الأطفال التركيز وتجعلهم أكثر هيجاناً.

استخدام المضافات مخالفة مؤكدة

المهندس مصطفى عبدالحاج رئيس قسم الجودة بفرع الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس بتعز يقول: للأسف الشديد هناك عشوائية كبيرة في استخدام الملونات والأصباغ من قبل المنتجين للعديد من الأغذية بشكل عام وأغذية الأطفال بشكل خاص . خذ على سبيل المثال معامل إنتاج الحلويات التي تقوم باستخدام الملونات بشكل مفرط ودون التزام بأي قياسات مسموح بها، وكذلك معامل إنتاج الآيسكريم ومشروبات الأطفال وغيرها من المنتجات، ونحن لا نستطيع ضبط هؤلاء المخالفين نظراً لأننا لا نمتلك وسائل إثبات المخالفات كالمختبرات وأجهزة الفحص.. وحينما نواجههم بذلك ينكرون ويقولون «تعالوا افحصوا..» في وقت لا نملك فيه أدوات الفحص اللازمة، ولذلك لا نستطيع ضبطهم وإحالتهم للقضاء.. فقبل فترة حاولنا إحالة بعض المخالفات المؤكدة إلى القضاء بتهمة الإفراط في استخدام الملونات. لكن القضاء وقف في صفهم مطالباً بتقديم ما يثبت مخالفاتهم أو ما يثبت أنهم استخدموا ملونات غير مسموح بها.. ووسائل الإثبات يجب أن تكون من خلال المختبرات والفحوصات التي لم تتوفر لنا.

خطورة صحية

يؤكد الدكتور أمين محمد استشاري أمراض الطفولة في إحدى المستشفيات الخاصة خطورة الملونات والمنكهات والأصباغ المستخدمة في تصنيع أغذية الأطفال قائلاً: إن الملونات المضافة إلى الأغذية وبشكل خاص أغذية الأطفال تحمل خطورة كبيرة وبشكل خاص إذا ما استهلكت بشكل مبالغ فيه، حيث تستعمل بكثرة في إعطاء اللون للحلويات وسكاكر الأطفال، وأهم المشكلات الصحية لهذه الملونات هي الحساسية الجلدية وحساسية الجهاز التنفسي كالربو، وهي مشكلات تنتشر بكثرة بين

الأطفال المعتادين على استهلاك هذه الأغذية، وعليه يجب الحذر من استهلاك الأطفال كميات كبيرة من هذه الأغذية فالملونات تشكل خطورة على صحة الطفل.

أما المنكهات فهي تسبب العديد من المشكلات على رأسها الحساسية بأشكالها المختلفة.. ناهيك عن المشكلات الصحية على المدى البعيد، وأما المواد الحافظة المستخدمة في حفظ الكثير من الأغذية وبالرغم من أهميتها في حفظ الطعام من مخاطر تكاثر الجراثيم في هذه المنتجات لكنها تظل تحمل مخاطر عديدة بشكل خاص إذا ما تم الاعتماد عليها في طعام الأطفال.. وعموماً فإن جميع المضافات غير الطبيعية تؤثر في الصحة العامة للطفل على المدى القريب والطويل.. وخصوصاً إذا ما عرفنا أن المنتجات الغذائية التي تباع اليوم تنتهك كل قوانين ودساتير الأغذية وبشكل خاص فيما يتعلق بالألوان الغذائية المضافة والمنكهات بقصد إضفاء الجاذبية والنكهة والطعم الزائف لها.







أمراض خطيرة

من جانبه حذر الدكتور أحمد حاشد البريهي أخصائي باطنية وأطفال من خطورة تناول الأطفال الأغذية المحتوية على الأصباغ والملونات والمنكهات قائلاً:يمثل استهلاك هذه الأغذية خطورة على الصحة العامة وعلى صحة الأطفال في المدى القريب أو البعيد لأن مثل هذه الأغذية تسبب أمراضاً خطيرة على المدى البعيد ومن أهمها الفشل الكلوي والتهابات الكبد.. وأوضحت الدراسات الطبية التي أجريت في هذا المجال ملاحظات هامة حول نسب الإصابة بحالات أورام الكبد بسبب الملونات الكيميائية.. وأكدت أن التهابات الكبد تحدث نتيجة دخول المواد الكيميائية للجسم من خلال الفم.

تأثير عصبي

إلى ذلك يؤكد الدكتور داؤود العبسي أخصائي الأمراض النفسية والعصبية أن الكثير من الأصبغة والملونات الداخلة في تركيب أغذية الأطفال تؤثر على سلوكياتهم وتركيزهم إذ يقول: الكثير من أغذية الأطفال المحتوية على الأصبغة والملونات ضارة على الصحة النفسية للطفل، وعلى الأسرة توخي الحذر من تأثير هذهالمواد على سلوكيات وتركيز الأطفال بسبب المواد الكيميائية المضافة إلى الأطعمة ..

فكثرة تناول هذه الأطعمة التي تحتوي على مواد مضافة وأصبغة تؤثر على سلوكيات الأطفال،وتتسبب في زيادة نشاطهم وتوترهم بشكل غير طبيعي، كما أن هؤلاء الصغار تنخفض لديهم قدرات التركيز وتقودهم لأن يكونوا أكثر هيجاناً وتوتراً وأقل انتباهاً.

باحثون يؤكدون تقلبات مزاجية

حذر خبراء مختصون في لجنة المراقبة الغذائية البريطانية من أن المضافات الغذائية المستخدمة في مئات الأطعمة والمشروبات المخصصة للأطفال تسبب إصابتهم بتقلبات مزاجية ونوبات غضب وتغيرات سلوكية حادة.. وأشاروا إلى أن الملونات في منتجات غذائية مثل الجيلي والمشروبات الغازية والحلويات تؤدي إلى تغيرات سلوكية كبيرة عند ربع الأطفال الصغار.

ولاحظ الباحثون خلال متابعتهم لحوالي "237" طفلاً في سن الثالثة أنهم أصبحوا أقل تركيزاً أو فقدوا أعصابهم بسرعة وأزعجوا الآخرين وكانوا أقل قدرة على النوم عندما شربوا عصائر فاكهة تحتوي على ملونات ومواد حافظة، وأشاروا إلى أن أكثر من "2000" صنف من أغذية ومشروبات الأطفال تحتوي على مادة أو أكثر من المضافات المشكوك بها.

ودعوا اللجنة إلى إزالة كافة المضافات وملونات الطعام من أغذية الأطفال.. مؤكدين أنها تتسبب في حالات فرط النشاط عند الأطفال حتى وإن لم يكونوا مصابين بها أصلاً.

مقارنة

وفي دراسة أخرى قام بها باحثون متخصصون أخذوا عصائر فاكهة تحتوي على ملونات مسموح بها ومضافة بمقادير مساوية للمستويات المسموح بها وبمقادير أقل وقاموا بإعطائها لعينة من الأطفال يومياً ولمدة أسبوعين، ثم قاموا بتقديم عصائر مشابهة لكنها لا تحتوي على المضافات المذكورة لنفس عينة الأطفال بعد أسبوعين آخرين، وخلال ذلك قاموا بتسجيل سلوكيات الأطفال، كإزعاج الآخرين، والمشاغبة وصعوبة النوم، ونقص التركيز، ونوبات الغضب، والتقلبات المزاجية لديهم.. ووجد الباحثون أن لتلك المضافات والملونات تأثيرات سلبية كبيرة على سلوك الأطفال، حيث أصيبوا خلال الأسبوعين الأولين بفرط نشاط وتفاعلات تحسسية شديدة وتقلبات مزاجية بعد تناول العصائر المحتوية على المضافات الكيميائية، بينما اختفت تلك السلوكيات عند إعطائهم العصائر الخالية من المضافات والملونات.