ابوحمد لاغدت الليالي سود مشرف مميز
عدد المشاركات : 465 نقاط : 282538 التميز : 8 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: التعليم الاسري الأحد أغسطس 23, 2009 7:41 am | |
| ✲ ✲
أهمية التربية و خطورتها، و الدور الذي تتبوؤه ، و أنها مسؤولة عن جزء كبير من مستقبل أبنائها و بناتها، و حين نقول التربية فإننا نعني التربية بمعناها الواسع الذي لا يقف عند حد العقوبة أو الأمر و النهي، كما يتبادر لذهن طائفة من الناس ، بل هي معنى أوسع من ذلك ، فإعداد التربية بكافة جوانب شخصيته الإيمانية و الجسمية و النفسية و العقلية . و من الأمور المهمة في التربية يشترك فيهما الأم و الأب ، بإلاعتناء بنظام تعويد الأبناء على السلوكيات ناجحة.
✲ ✲
أولاً: السعى لزيادة خبرتها التربوية و الارتقاء بها، و يمكن أن يتم ذلك من خلال مجالات عدة، منها:
أ ـ القراءة : فمن الضروري أن تعتني الأم بالقراءة في الكتب التربوية ، و تفرغ جزءاً من وقتها لإقتنائها و القراءة فيها، و ليس من اللائق أن يكون اعتناء الأم بكتب الطبخ أكثر من اعتنائها بكتب التربية.
ب ـ استثمار اللقاءات العائلية: من خلال النقاش فيها عن أمور التربية ، و الاستفادة من آراء الأمهات الأخريات و تجاربهن في التربية، أما الحديث الذي يدور كثيراً في مجالسنا في انتقاد الأطفال ، و أنهم كثيروا العبث و يجلبون العناء لأهلهم ، و تبادل الهموم في ذلك فإنه حديث غير مفيد، بل هو مخادعة لأنفسنا وإشعار لها بأن المشكلة ليست لدينا وإنما هي لدى أولادنا.
ج ـ الاستفادة من التجارب :إن من أهم مايزيد الخبرة التربوية الاستفادة من التجارب و الأخطاء التي تمر بالشخص ، فالأخطاء التي وقعتِ فيها مع الطفل الأول تتجنبينها مع الطفل الثاني ، وهكذا تشعرين أنك ما دمتِ تتعاملين مع الأطفال فأنت في رقي وتطور.
✲ ✲
ثانياً: الاعتناء بتلبية حاجات الطفل:
ـ يحتاج الطفل إلى أن يكون محل اهتمام المباشر بالآخرين و خاصة و الديه، وهي حاجة تنشأ معه من الصغر، فهو يبتسم و يضحك ليلفت انتباههم ، وينتظر منهم التجاوب معه في ذلك. الاهتمام بطعامه وشرابه، وتلافي إظهار الانزعاج و القلق – فضلاً عن السب والاتهام بسوء الأدب والإزعاج حين يوقظ أمه لتعطيه طعامه وشرابه، ومما يعين الأم على ذلك تعويده على نظام معين .
ــ الشعور بثقته بنفسه و أن الآخرين يثقون فيه، ويبدو ذلك من خلال تأكيده أنه أكبر من فلان أو أقوى من فلان.
ــ يحب الطفل الاستطلاع و التعرف على الأشياء ، فهو يتعمد إلى كسر اللعبة ليعرف مابداخلها ، و يكثر السؤال عن المواقف التي تمر به، بصورة قد تؤدي بوالديه إلى التضايق من ذلك. ومن المهم أن تتفهم الأم خلفية هذه التصرفات من طفلها فتكف عن انتهاره أو زجره، فضلاً عن عقوبته.
ــ اللعب حاجة مهمة لدى الطفل لا يمكن أن يستغني عنها، بل الغالب أن الطفل قليل اللعب يعاني من مشكلات أو سوء توافق ، وعلى الأم في تعامله مع هذه الحاجة أن تراعي الآتي:
1- إعطاء الابن الوقت الكافي للعب وعدم إظهار الانزعاج والتضايق من لعبه.
2- استثمار هذه الحاجة في تعليمه الانضباط والأدب، من خلال التعامل مع لعب الآخرين وأدواتهم، وتجنب إزعاج الناس وبخاصة الضيوف، وتجنب اللعب في بعض الأماكن كالمسجد أو مكان استقبال الضيوف.
3- استثمار اللعب في التعليم، من خلال الحرص على اقتناء الألعاب التي تنمي تفكيره وتعلمه أشياء جديدة.
4- الحذر من التركيز على ما يكون دور الطفل فيها سلبيًّا ، أو يقلل من حركته، كمشاهدة الفيديو أو ألعاب الحاسب الآلي، فلا بد من أن يصرف جزءاً من وقته في ألعاب حركية، كلعب الكرة أو اللعب بالدراجة أو الجري ونحو ذلك.
5ـ الحاجة للعدل لدى الأطفال بشكل أكبر من غيرهم ، ولذا أمر النبي صلى الله عليه وسلّم بالعدل بين الأولاد، و شدد في ذلك، عن حصين عن عامر قال: سمعت النعمان ابن بشير رضي الله عنهما وهو على المنبر يقول: "أعطاني أبي عطية، فقالت عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فقال: إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله، قال: أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟" قال: لا، قال: فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" قال فرجع فرد عطيته". متفق عليه.
✲ ✲
ثالثاً: الحرص على التوافق بين الوالدين ، فالتربية لا يمكن أن تتم من طرف واحد، والأب والأم كل منهما يكمل مهمة الآخر ودوره :
1ـ الحرص على حسن العلاقة بين الزوجين، فالحالة النفسية والاستقرار لها أثرها على الأطفال .
2ـ التفاهم بين الوالدين على الأساليب التربوية والاتفاق عليها قدر الإمكان.
3ـ أن يسعى كل من الوالدين إلى غرس ثقة الأطفال بالآخر، فيتجنب الأب انتقاد الأم أو عتابها أمام أولادها فضلاً عن السخرية بها أو تأنيبها .
✲ ✲
رابعاً : أخطائنا التربوية مع أطفالنا هي في التعامل مع الأخطاء التي تصدر منهم، ومن الأمور المهمة في التعامل معها :/
1ـ عدم المثالية كثيراً مانكون مثاليين مع أطفالنا، وكثيراً ما نطالبهم بما لا يطيقون، ومن ثم نلومهم على ما نعده أخطاء وليست كذلك.
2ـ التوازن في العقوبة تضطر الأم لعقوبة طفلها، والعقوبة حين تكون في موضعها مطلب تربوي، لكن بعض الأمهات حين تعاقب طفلها فإنها تعاقبه وهي في حالة غضب شديد، فتتحول العقوبة من تأديب وتربية إلى انتقام.
3 ـ تجنب البذاءةحين تغضب بعض الأمهات أو بعض الآباء فيعاتبون أطفالهم فإنهم يوجهون إليهم ألفاظاً بذيئة، أو يذمونهم بعبارات وقحة، وهذا له أثره في تعويدهم على المنطق السيء. والعاقل لا يخرجه غضبه عن أدبه في منطقه وتعامله مع الناس، فضلاً عن أولاده.
4 ـ من الأمور المهمة في علاج أخطاء الأطفال أن نتجنب إهانتهم أو وصفهم بالفشل والطفولة والفوضوية والغباء …إلخ. فهذا له أثره البالغ على فقدانهم للثقة بأنفسهم، وعلى تعويدهم سوء الأدب والمنطق.
5 ـ تجنب إحراجه أمام الآخرين فحين يقع الطفل في خطأ أمام الضيوف فليس من المناسب أن تقوم أمه أو يقوم والده بتأنيبه أو إحراجه أمامهم أو أمام الأطفال الآخرين.
✲ ✲
خامسا ً: لبناء السلوك وتقويمه يعتقد كثيراً من الآباء والأمهات أن غرس السلوك إنما يتم من خلال الأمر والنهي ، من وسائل تعليم السلوك و تعديله يكون على سبيل المثال :/
1 – التجاهل :
تجاهل هذا السلوك وعدم الاستجابة للطفل، وتعويده على أن يستخدم الأساليب المناسبة والهادئة في التعبير عن مطالبه .
2ـ القدوة :
أطالب الطفل بترتيب غرفته ويجد غرفتي غير مرتبة، وحين أطالبه أن لا يتفوه بكلمات بذيئة ويجدني عندما أغضب أتفوه بكلمات بذيئة، وحين تأمره الأم ألا يكذب، ثم تأمره بالكذب على والده حينئذ سنمحو بأفعالنا مانبنيه بأقوالنا.
3ـ المأفكاة :
أثر تعزيز السلوك الإيجابي لدى الطفل، وهي ليست بالضرورة قاصرة على المكافأة المادية فقد تكون بالثناء والتشجيع وإظهار الإعجاب .
4 ـ الإقناع والحوار :
بناء شخصية الأطفال أن نعودهم على الإقناع والحوار، فنستمع لهم وننصت، ونعرض آراءنا وأوامرنا بطريقة مقنعة ومبررة .
5 ـ وضع الأنظمة الواضحة:
تضع الأم أنظمة للأطفال يعرفونها ويقومون بها، ولابد أن يتناسب مع مستوى الأطفال.
6ـ التعويد على حل الخلافات بالطرق الودية:
تعويدهم على حل الخلافات بينهم بالطرق الودية، ووضع الأنظمة والحوافز التي تعينهم على ذلك، وعدم تدخل الأم في الخلافات اليسيرة، فذلك يعود الطفل على ضعف الشخصية وكثرة الشكوى واللجوء للآخرين.
7ـ تغيير البيئة:
أولاً: إغناء البيئة: وذلك بأن يهيأ للطفل مايكون بديلاً عن انشغاله بما لايرغب فيه، فبدلاً من أن يكتب على الكتب يمكن أن يعطى مجلة أو دفتراً يكتب فيه مايشاء .
ثانياً: حصر البيئة: وذلك بأن تكون له أشياء خاصة، كأكواب خاصة للأطفال يشربون بها، وغرفة خاصة لألعابهم، ومكان خاص لا يأتيه إلا هم؛ حينئذ يشعر أنه غير محتاج إلى أن يعتدي على ممتلكات الآخرين.
ثالثاً: تهيئة الطفل للتغيرات في حياته لابد أن يهيأ لها، ومن ذلك أنه يستقل بعد فترة فينام بعيداً عن والديه في غرفة مستقلة، فمن الصعوبة أن يفاجأ بذلك، فالأولى بالأم أن تقول له: إنك كبرت الآن وتحتاج إلا أن تنام في غرفتك أو مع إخوانك الكبار.
8 ـ التعويد :
الأخلاق والسلوكيات تكتسب بالتعويد أكثر مما تكتسب بالأمر والنهي، فلا بد من الاعتناء بتعويد الطفل عليها، ومراعاة الصبر وطول النفس والتدرج في ذلك.
| |
|
الــمــهاجـ...ـر عضو فضي
عدد المشاركات : 413 نقاط : 281160 التميز : 9 تاريخ التسجيل : 13/08/2009
| موضوع: رد: التعليم الاسري الأربعاء أغسطس 26, 2009 6:08 am | |
| مشكور اخوي على الموضوع المتميز مع تحياتي | |
|
ابوحمد لاغدت الليالي سود مشرف مميز
عدد المشاركات : 465 نقاط : 282538 التميز : 8 تاريخ التسجيل : 12/08/2009
| موضوع: رد: التعليم الاسري الجمعة سبتمبر 04, 2009 7:15 am | |
| العفوووووو
مشكور على المرور الرائع | |
|