تسافر الأسرة كلها أو بعض أفرادها إما إلى الأهل أو الأوطان أو العلاج أو السياحة أو العلم ..
لذا من المهم الحديث عن السفر وآدابه ومحاذيره.
أولاً : ترك من يرعى شؤون الأهل :
إن الله عزوجل هو الحافظ للأهل والولد ، ولكن الله أمرنا أيضاً بأن نعقلها ونتوكل ، فلا بد للمسافر أن يترك وراءه من يرعى شؤون أهله ليس من الناحية المادية على أهميتها ، ولكن من الناحية المعنوية والتربوية أيضاً وهي الأهم ، فلعل الضوابط أن تضعف عند غياب الوالدين أحدهما أو كلاهما ، ولعل المرأة في وضع يصعب عليها فيه الفراق.
ثانياً : سفر المرأة بمحرم :
لقوله صلى الله عليه وسلم : { لا يحل لامرأةٍ أن تسافر إلا ومعها ذو محرم منها } ولا يعتبر الطفل الصغير محرما ، ولا اعتبار بالمجموعة من النسوة ، بل لا بد من وجود محرم عاقل حكيم..
ثالثاً : المحافظة على الأدعية :
على المسلم أن يذكر ربه دائماً وأبداً ، ومما يسن له ذكر الله حال سفره فذلك أدعى لحفظ الأسرة ففي الدعاء : { اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل .. } وفيه : { اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد ..
رابعاً : إن إشعار الأسرة بعضهل بمجريات الأمور من علامات الوفاء ، فلا يليق أن يافر من يسافر وأن يقدم الغائب ولا وداع ولا استقبال ، لذا ورد أن المقيم يقول للمسافر : { أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ... زودك الله التقوى وغفر ذنبك ويسر لك الخير حيثما كنت } .. وللمسافر أن يقول للمقيم : { أستودعك اللع الذي لا تضيع ودائعه }..
خامساً : للأسرة طموح ورغبات تسعى بشتى الوسائل المتاحة المباحة إلى الوصول إليها ، والدعاء حال السفر من هذه الوسائل ، فيا حبذا الإهتمام لقوله صلى الله عليه وسلم : { ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن : دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده ...
سادساً : الاعتزاز :
فلا يصح أن يأمر ولي الأسرة نساءه بالتخفف من الحجاب خوف التميز ، أو أن يأذن بلبس ما لا يجوز بحجة بعده عن الوطن ، أو استحياءه من أداء العبادات خشية الإستهزاء ، بل الواجب إظهار الشخصية المسلمة ..
سابعاً : تعجيل الرجوع :
لقوله صلى الله عليه وسلم : { السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه ، فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجل إلى أهله } ..
ثامناً : القدوم نهاراً :
لقوله صلى الله عليه وسلم : { إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلاً } وبين الإمام ابن حجر في الفتح : ( أنه لا بأس أن يأتي المسافر أهله ليلاً إذا استطاع إعلامهم بمجيئه ) والوسائل في عصرنا كثيرة يستطيع الزوج من خلالها إخبار زوجته بموعد وصوله ، وعليه فلا بأس من القدوم ليلاً ..
إن للسفر آداب غير ما ذكرت مثل :
استحضار النية
والهدف والاطلاع على فقه السفر
والسفر في جماعة واتخاذ أمير
والحذر من النساء
واحترام القوانين
والحذر من الأماكن الموبوءة
وعدم الإنبهار بمدنية الآخرين
والتعرف على أحوال المسلمين
والدعوة إلى الله
وابتداء القادم بالمسجد
إلا أني ذكرت ما يخص الأسرة ، ثم أخيراً أحب أن أذكر بأهمية العفة لقوله صلى الله عليه وسلم : { عفوا تعف نساؤكم } ..
__________________